خالد الفيصل والفكر العربي- رؤية للتنمية الثقافية والمجتمعية
المؤلف: عبدالله عمر خياط08.14.2025

إن لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة ورئيس مؤسسة الفكر العربي، جهوداً جبارة وخطوات حثيثة في سبيل بناء الإنسان ورفعة شأنه، فضلاً عن مساعيه الدؤوبة والمتواصلة لتنمية المكان وتطويره في كل بقعة. خير شاهد على ذلك هو إنشائه لمؤسسة الفكر العربي، تلك المؤسسة التي استمرت على مدار خمسة عشر عاماً وستظل شامخة للأبد – بمشيئة الله تعالى - . وإلى جانب ذلك، يولي سموه اهتماماً بالغاً بمشاريع التنمية المتنوعة في منطقة مكة المكرمة والمحافظات التابعة لها، وآخرها ما تناولته صحيفة «عكاظ» الغراء يوم الاثنين الماضي حول بدء جولة سمو الأمير خالد التفقدية للمحافظات، بغية التعرف على احتياجات المواطنين وتفقد المشاريع الحيوية التي تخدم مصالحهم.
وجدير بالذكر أن سمو الأمير خالد قام الأسبوع المنصرم، كما ورد تفصيلاً في صحيفة «عكاظ» يوم الخميس الموافق 16/3/1438هـ، بتدشين حزمة من المشاريع التنموية الهامة في محافظة الجموم، بتكلفة إجمالية تجاوزت 150 مليون ريال سعودي، وشملت هذه المشاريع قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والمياه، مما يؤكد حرص سموه على توفير سبل العيش الكريم والرفاهية لأبناء المنطقة.
هذه كلمات لابد من ذكرها قبل أن أطرح تساؤلاتي المُلِحّة: من يا ترى سيجيب على تلك الأسئلة العميقة التي أطلقها سمو الأمير في مؤتمر «فكر»؟ فبعد كلماته المؤثرة التي قال فيها: «لا يُحسد اليوم من يقف على منبر العروبة متحدثاً، ولا من يتقدم صفوف المسلمين مدافعاً، فلقد ظلمنا الإسلام وشوهنا صورة المسلمين، وخذلنا العروبة وهجّرنا العرب لاجئين، وكفّر المستشيخون علماءنا وسفّه المستغربون خطابنا وصمتت الأكثرية.»
بهذه الصراحة المتناهية والوضوح الجلي، تحدث سمو الأمير خالد الفيصل عن الوضع الذي يعيشه المسلمون اليوم، بعد أن تخاذلنا في نصرة الإسلام وشوهنا الصورة المشرقة للعروبة. وأضاف إلى ذلك ما يراه من الواقع المرير في كلمته التي أوضح فيها رؤيته الثاقبة:
«هل خشي العلماء الأدعياء؟ واستسلم الحكماء للجهلاء؟، أعذروني إن كانت الصراحة جارحة فالجروح صارخة.. كنت أود أن أكون البشير.. ولكن الشر مستطير؛ فآثرت أن أكون النذير. انهضوا أيها العرب.. واستيقظوا أيها المسلمون.. ولا تسمحوا للاستعمار أن يعود.. ولا للتقسيم أن يسود.. وفعلوا مشروع التكامل البناء.. وأعملوا العقل.. لا عدمتم الذكاء.. واستعينوا بالعلم والصبر على البلاء».
وها هو سموه يتساءل بمرارة عن سر بقائنا أسرى لهذه المعادلة العاجزة والعقيمة، وذلك بالنص الصريح الذي يقول: «لماذا لا نخرج ببديل.. مبني على دليل.. لماذا لا نطرح فكر نهج جديد.. بالعلم والعمل والرأي السديد.. لنكتب منه للوطن نشيد».
الحقيقة التي لا مراء فيها أن الأسئلة التي أثارها سمو الأمير خالد، والتي تضمنت وصفاً دقيقاً للواقع ومطالبة جادة بالبديل الأفضل، تستوجب منا جميعاً أن نتساءل بصدق: من ذا الذي سيجيب؟ ومن ذا الذي سيستجيب يا ترى لهذه الدعوة الصادقة؟.
وإذا كان ما تفضل به سمو الأمير خالد يخص الوضع العام للأمة، فمن الإنصاف والتقدير أن نستذكر ما قاله معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، عن الأهمية البالغة التي تضطلع بها مؤسسة الفكر العربي في دعم وتطوير العمل الثقافي في ربوع الوطن العربي، وذلك في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة للأمير خالد الفيصل. وأكد معاليه أن التنمية الثقافية الناجحة هي جزء لا يتجزأ من التنمية الشاملة للمجتمع، ومتطلب أساسي لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي الناجح والمستدام الذي نتطلع إليه جميعاً.
الخلاصة:
من شعر الأستاذ الأديب طاهر زمخشري رحمه الله:
أبكي وأضحك والحالات واحدة أطوي عليها فؤاداً شقه الألم.
وجدير بالذكر أن سمو الأمير خالد قام الأسبوع المنصرم، كما ورد تفصيلاً في صحيفة «عكاظ» يوم الخميس الموافق 16/3/1438هـ، بتدشين حزمة من المشاريع التنموية الهامة في محافظة الجموم، بتكلفة إجمالية تجاوزت 150 مليون ريال سعودي، وشملت هذه المشاريع قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والمياه، مما يؤكد حرص سموه على توفير سبل العيش الكريم والرفاهية لأبناء المنطقة.
هذه كلمات لابد من ذكرها قبل أن أطرح تساؤلاتي المُلِحّة: من يا ترى سيجيب على تلك الأسئلة العميقة التي أطلقها سمو الأمير في مؤتمر «فكر»؟ فبعد كلماته المؤثرة التي قال فيها: «لا يُحسد اليوم من يقف على منبر العروبة متحدثاً، ولا من يتقدم صفوف المسلمين مدافعاً، فلقد ظلمنا الإسلام وشوهنا صورة المسلمين، وخذلنا العروبة وهجّرنا العرب لاجئين، وكفّر المستشيخون علماءنا وسفّه المستغربون خطابنا وصمتت الأكثرية.»
بهذه الصراحة المتناهية والوضوح الجلي، تحدث سمو الأمير خالد الفيصل عن الوضع الذي يعيشه المسلمون اليوم، بعد أن تخاذلنا في نصرة الإسلام وشوهنا الصورة المشرقة للعروبة. وأضاف إلى ذلك ما يراه من الواقع المرير في كلمته التي أوضح فيها رؤيته الثاقبة:
«هل خشي العلماء الأدعياء؟ واستسلم الحكماء للجهلاء؟، أعذروني إن كانت الصراحة جارحة فالجروح صارخة.. كنت أود أن أكون البشير.. ولكن الشر مستطير؛ فآثرت أن أكون النذير. انهضوا أيها العرب.. واستيقظوا أيها المسلمون.. ولا تسمحوا للاستعمار أن يعود.. ولا للتقسيم أن يسود.. وفعلوا مشروع التكامل البناء.. وأعملوا العقل.. لا عدمتم الذكاء.. واستعينوا بالعلم والصبر على البلاء».
وها هو سموه يتساءل بمرارة عن سر بقائنا أسرى لهذه المعادلة العاجزة والعقيمة، وذلك بالنص الصريح الذي يقول: «لماذا لا نخرج ببديل.. مبني على دليل.. لماذا لا نطرح فكر نهج جديد.. بالعلم والعمل والرأي السديد.. لنكتب منه للوطن نشيد».
الحقيقة التي لا مراء فيها أن الأسئلة التي أثارها سمو الأمير خالد، والتي تضمنت وصفاً دقيقاً للواقع ومطالبة جادة بالبديل الأفضل، تستوجب منا جميعاً أن نتساءل بصدق: من ذا الذي سيجيب؟ ومن ذا الذي سيستجيب يا ترى لهذه الدعوة الصادقة؟.
وإذا كان ما تفضل به سمو الأمير خالد يخص الوضع العام للأمة، فمن الإنصاف والتقدير أن نستذكر ما قاله معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، عن الأهمية البالغة التي تضطلع بها مؤسسة الفكر العربي في دعم وتطوير العمل الثقافي في ربوع الوطن العربي، وذلك في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة للأمير خالد الفيصل. وأكد معاليه أن التنمية الثقافية الناجحة هي جزء لا يتجزأ من التنمية الشاملة للمجتمع، ومتطلب أساسي لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي الناجح والمستدام الذي نتطلع إليه جميعاً.
الخلاصة:
من شعر الأستاذ الأديب طاهر زمخشري رحمه الله:
أبكي وأضحك والحالات واحدة أطوي عليها فؤاداً شقه الألم.